الجمعة، 10 مايو 2013

ستشرق الشمس يوماً .. لاكن من الغرب ..!



سيأتي يوم جمعه غريب ومخيف على من يسكن الأرض
ستشرق الشمس به من الغرب
سيُذهل الجميع

ربما حتى اننا لن نستطيع الصراخ او البكاء
اكاد اتخيل نفسي متسمره في مكاني
كم سيكون مخيف ذاك اليوم

يئِس الزمان مني



كُنت طلفله في يوم من الإيام
طفله مثل الطين وقت هطول المطر

كثيرةً هي الايادي اللتي أمتدت لي
بعضها بالخير وبعضها بالشر

وها أنا اليوم كبرت وجف الطين
فبقيت الأثار في ذاكرتي

و يأس الزمان من أزالتها


الاثنين، 6 مايو 2013

هذا اسير الأمس تحرر اليوم ..




لازلت اذكر شجرة التفاح تلك اللتي لطالما جلست تحت اغصانها, استمتع 
بمعاندة اشعة الشمس بالنظر اليها للدقائق الطوال, بينما استمع الى اصوات 
 العصافير اللتي لطالما احسست اني افهمها

فهذا فرح, وهذا يُعاتب, وهذان يتشاجران على عصفوره, وهذه تطعم فراخها
.. واخرى تعلمهم الطيران

وقفت قليلا وسرعان مالفت انتباهي اشكال الغيوم الجميله والعصافير تحلق
في تفاصيلها, نظرت لها وحركت يداي امل ان استطيع الطيران وانا اركض وادخل في دوامه من الاحلام

فالمكان السماء, وانا عصفوره تحلق اينما تشاء, فان لم يطب لها العيش
في هذا المكان, ذهبت الى مكان آخر, وبين الاغصان تتنقل وكلها مرح, تبسط
جناحيها والهواء يداعبها ويحركها كيفما شاء 

!..وفي دوامه احلامي تسآئلت, ماذا سيكون حالي لو انني اُسرت او كسر جناحي   
.. وقفت وكأن شي كسر بداخلي لانني عرفت الجواب

.. وايقنت اني حتماً

سأموووت

فإذا بي اتوقف عن التحليق .. وقد عادت الى نظرات الحزن اللتي لم تذهب عني
.. الا في دقائق معدوده

وتذكرت طائري اللذي اسرته واحببته .. فذهبت الى قفصه وامسكت به 
 وقبلته ثم رفعته عالياً وتركته يطيــ ـ ـر


وقلت.. وقد ارتسمت ابتسامه على وجهي يلونها الحزن والامل ..

هذا اسير الامس تحرر اليوم .. ولابد ان ان اتحرر يوماً .. 



السبت، 4 مايو 2013

لماذا كل هذا ياصديقي ..!!



في احد الايام الجميله .. عندما ارتفعت الشمس في السماء بعد انتشار رائحه عطر
 المطر المختلط بالاتربه واوراق الاشجار .. قررنا الخروج للتنزه رغم تحذير
 الارصاد بخطوره الاجواء هذه الايام .. ولاكن لا بأس فكما يقال .. اهل مكه اعلم
 بشعابها .. والجو يبدو مناسب للخروج.

 خرجنا وللمفاجأه لم نكن نحن الموجودين فقط ..!!!

..  نعم ياصديقي .. فقد كانت مدينتي الصغيره خاليه من الناس في الطرق لتواجدهم 
في الاوديه ومجاري السيول .. ذهبنا كوننا من اهل هذه المدينه الى احد الاوديه 
للأستمتاع بالاجواء الاوروبيه كما اطلق البعض عليها ..

وما ان حطت رجلي على الارض الا وقلت مخاطبه نفسي .. امممم ياللروعه
 ماذا لو اصبحت اجواءنا هكذا دائماً .. هل سيتردد الناس على عيادات الاطباء.!
ام هل ستكون هناك مشاكل بين الناس ..!

 وفي وسط اجواء التأمل قطع تأملاتي منظر سحابه مخيفه ولا اخفيكم انها كانت
 جميله تطل علينا

 .. بعد ثوان معدوده بداء البعض من المتواجدين بالانسحاب .. اممم .. نظرت 
ولسان حالي يقول .. ياللجبن .. ليس هناك مايخيف وعلاوه
 على انه سيمكننا تدارك الوضع اذا ما بدأ المطر بالهطول ..

فاذا بي اسمع صوت احد الرفاق يصيح عاليا بنا .. مارأيكم ان نذهب
 فالوضع اصبح مخيف .. جبان .. 

هذا ماقلناه له وبدئنا بالقهقهه .. قل كوكو كوكوووو .. ههههههه ..
 حسناً .. انظر الى السحابه بدأت تقترب .. مارأيكم ان نذهب لنثبت لك انها مجرد 
سحابه عاديه وما ان تمطر سنهرب .. حسناً اتفقنا .. ولاكن لنمشي على الأسفلت احتياطن ..


 

امممم انظر يا صاح انها تمطر .. هذا ماقلناه عند اقترابنا من السحابه .. اوه انظر
 السيارات بدأت بالهروب بأتجاهنا دعنا ننحرف ونعود ..

وماهي الادقائق فاذا السيارات تحيط بنا يمنه ويسره ومن الامام والخلف ..

لا بأس .. سنتمكن من الخروج .. قلتها والقلق قد اتضح بنبره صوتي .. وبجزء من 
الثانيه فاذا السيل يسابق السيارات بالشارع  .. اوه .. ماهذا .. يبدو ان البرد بداء
 بالهطول .. انظر يا صاح .. زجاج السياره بداء بالتحطم .. يا إلاهي انظر الى هناك 
يوجد بعض من السيارات في الوادي مسرعه ..

 البرد زاد ضربه على الزجاج انتبه قد يتحطم الزجاج بلحظه .. انظر هناك .. انظر
 يا صاح يوجد رجل تغرق سيارته .. اين الدفاع المدني لانقاذه .. وماذا سيفعلون اذا 
اتو معداتهم لاتفي بالغرض عوضاً عن ان السيل قوي وسريع جداً .. استر يارب ..


 

 وبعد معاناه نصف ساعه او تزيد من الله علينا بالدخول الى المدينه حتى رأينا
 مباني متصدعه والاخرى متكشفه الكهرباء .. دعنا من هذا ياصاح انظر الى الشارع 
المتصدع .. انتبه .. انتبه .. هناك حفر كبيره في هذا الشارع ..
 
لاتسرع يا صاح يوجد الكثير ممن يعكسون الطرق خوف من الامطار والسيول المرعبه .. 


 

آآآآه   واخيراً .. هذا المنزل ..

دخلنا المنزل بعد يوم حافل من المغامرات .. وجلست احاور نفسي ..

لماذا المواطن عنيد لدرجه الخروج في مثل هذه الاوقات والتحذيرات الى  الاوديه ..
 نعم وانا منهم ..  ولماذا الدفاع المدني ليس لديه الامكانيات لانقاذ مثل هذه 
الحوادث .. لماذا بعض المناطق لاتتواجد فيها طائره الهليكوبتر للمواقف الصعبه مثل التشبت في- طلحه - في منتصف السيل ..

ثم لماذا الشوارع والمباني ضعيفه بهذا الشكل .. عند اقل قطره مطر تتسرب المياه
 .. ولماذا نرى الكهرباء مكشوفه دائماً .. 

لماذا ولماذا ولماذا .. آه يا صديقي .. لماذا 

يقول تعالى :" وقفوهم انهم مسؤلون "

ويقول :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"


شجرة الرجل العجوز



ذات يوم عندما كنت اجلس على احد الكراسي في احد الحدائق
المجاوره للمنزل .. وكانت امامي شجره ... تتمايل انقياداً للرياح فتذهب
تارةً يميناً وتارةً اخرى الى اليسار .. والعصافير تقف على اغصانها
وفروعها الكبيره الكثيفه .. وتاكل من ثمارها .. عوضاً عن العشوش اللتي
ملئت هذه الشجره ..

فاذا برجل عجوز .. تتضح معالم الوقار والحكمه منه .. يجلس بجانبي ..
وبعد بضع دقائق .. تكلم بصوت يجره الحزن .. انظري يا صغيرتي ..
اترين هذه الشجره الكبيره ..؟
نعم .. قلتها والسعاده تكاد تقتلني من جمال الشجره والعصافير من حولها ..
قال بابتسامه باهته مليئه بالتعب .. هذه الشجره انا من زرعها يا صغيرتي ..
..!! التفت اليه بعجب وقلت .. انت

فقال نعم انا ..
زرعتها بيدي حتى كبرت واصبحت بهذا الجمال .. والعصافير اعتادت
العيش فيها .. لاكن .. وسكت الرجل لبرهه ..

قلت .. لاكن ماذا ..؟!!

قال .. انشغلت في امور الحياه تزوجت انجبت اطفال كجمالك ياصغيرتي
.. واصبح يرعى هذه الشجره احد العمال الموجود في الحديقه .. استخدمها
لجمع المال وجلب الزوار لهذه الحديقه .. فكان يبدع بشكل الشجره من
الخارج ويقلمها .. بينما لم يهتم بجذورها واساسها فلم يسقها كفايتها من الماء
.. بل وكان لايسقيها الا في المواسم اللتي تسبق قدوم الزوار الى الحديقه ..
وعندما ممرت هذا اليوم وجدت الشجره بهذا الشكل .. من يراها يظنها
ثابته قويه .. ولاكن اجزم لك يا صغيرتي انه سيأتي يوم وتسقط هذه
الشجره .. وسينكشف زيف اصلها ..

قلت له .. الا يمكنك الان تدارك الوضع واصلاح ماافسده الزمن ياعم ..؟!

طأطأ رأسه وقال .. ما يمكنني فعله هو اصلاح هذه الحديقه بيدك انتي
 والاجيال القادمه .. اما انا يا ابنتي فلست سوى صفحه سيطويها الزمان ..
كما فعل بغيري .. وختم كلامه قائلاً .. ياصغيرتي .. دعي هذه الشجره
مَثَل لك في الحياه .. 

ودعت هذا الشيخ العجوز وذهبت الى المنزل .. وانا استعيد ماقاله لي ذاك

 الرجل .. ولم انسى ماقاله يوماً .. بل ومرت السنين ولازلت كلما رأيت
شيئاً نظرت لقواعده .. اساسه .. قبل ان اتكىء على شي انظر اليه جيدا
ابحث في ادق تفاصيله ..

واليوم .. ادركت بعد كل هذه السنوات ماقصده الرجل العجوز .. نحن مجرد عصافير في حديقه   ..
نعم ياصديقي .. انا وانت  مانحن الا عصافير على شجره في حديقه ..
شجره زرعها رجل عجوز .. أحبها .. لعب حولها في صغره .. وعندما
اشغله  الزمان عنها .. حدث لها ماحدث .. قد يأتي يوم وتسقط هذه الشجره
.. وقد يأتي يوم ويطرد هذا العامل اللذي اتخذها سبيل لعيشه فقط ..
قد تسقط الشجره وتحلق العصافير بعيدا الى شجره اخرى .. وقد يطرد
العامل ويأتي آخر سخر نفسه ليعيش للشجره ..

قد وقد .. ياصديقي ..